هل يحلم طفلك بالسير تحت الماء؟ هل كنت تحلم بذلك لما كنت طفلاً؟؟

1


اعلم أن المسلمين قد ساروا تحت الماء منذ أكثر من ألف عام….

يعتبر حلم السير تحت الماء من أقدم أحلام الإنسان مثله مثل الطيران في الهواء. لكن علماء المسلمين منذ أكثر من ألف سنة قاموا بتحقيق هذا الحلم.
فقد ذكر البيروني في كتابه الجماهر في معرفة الجواهر (1048 م) قيام الصيادين في بغداد بتطوير بذلات للغطس تسمح للغطاس بالبحث عن النفائس تحت سطح البحر. فقد ذكر البيروني في فصل التعريف بالبحار وأوقات الغوص وطرقه أن الغائص يمكنه الغوص ثلاث أو أربع مرات فقط من الصباح الى الظهيرة وهو على الريق.
لكنه أشار إلى هذا الاختراع العجيب كحل لهذه المشكلة (محدودية الغطس في اليوم الواحد) بقوله :
((وأخبرني أحد أهل بغداد أن الغواصين قد استحدثوا في هذه الأيام للغوص طريقا زالت به مشقة إمساك النفس وتمكنوا من التردد في البحر من الضحوة إلى العصر وما شاؤا وبحسب محبة المكرى إياهم وتوفره عليهم وهى آلة من جلود يدخلونها إلى اسفل صدورهم ثم يشدونها عند الشراسيف شدا وثيقا ثم يغوصون ويتنفسون فيها من الهواء الذى داخلها ولابد في هذا من ثقل عظيم يجذبه مع ذلك الهواء إلى اسفل ويمسكه في القرار واصرف منه أن يوصل باعالى تلك الآلة بازاء الهامة بربخ من جلد على هيئة الكم مستوثق من دروزه بالشمع والقير وطوله بقدر عمق ما يغوص فيه ويوصل رأس البربخ بجفنة واسعة من ثقبة في أسفلها ويعلق في حافتها زق او زقاق منفوخة يدوم بها طفوها فيجرى نفسه في تجويف البربخ جذبا وأرسالا ما شاء مدة اللبث في الماء ولو ايإما- ويكون الثقل الراسب به اقل مقدارا لحصول الطريق للهواء ينحصر به)) صفحة 58 من المخطوطة التي بين أيدينا
وقد تسائل ناسخ إحدى مخطوطات الكتاب، ابن خطيب داريا ( توفي 1407م) الذي أضاف هذا التعليق عن الرؤية تحت الماء فقال:
إن كانت هذه الألى من جلود شفافة فلا بأس بذلك. وإن كانت من جلود غير شفافة فكيف يصنع الغائص فيما لم يره؟
وكيف يتقي ما يحذره؟ ولعلهم تحيلوا لذلك بحيلة، بحيث يكون فيها موضع بإزاء الوجه، إما من جلد شفاف مدقق بالأدهان التي تمسك قوته عند الارتخاء في الماء، وإما بزجاج يحتال له ويوضع بإزاء الوجه منه مقدار ما ينظر من الغائص.
المراجع :
لطف الله قاري، إضاءة زوايا جديدة للتقنية العربية الإسلامية.
شاكر خصباك: الجغرافية عند العرب.
نص البيروني من مخطوط الجواهر في معرفة الجواهر، ص65 من المخطوط.
==============
الصورة المرفقة خاصة بالصفحة رسمت بأنامل الفنانة لين عودة وهي مستقاة من كتاب “إضاءة زوايا جديدة للتقنية العربية الإسلامية” للدكتور الفاضل لطف الله قاري.

 

2 comments on “هل يحلم طفلك بالسير تحت الماء؟ هل كنت تحلم بذلك لما كنت طفلاً؟؟

  1. الرسمة المرفقة هي تلوين للرسمة الموجودة أصلا في كتابي “إضاءة زوايا جديدة للتقنية العربية الإسلامية”، مع تقديري لمجهود الرسامة المحترمة

    • بارك الله بكم سيدي الكريم. الرسمة هي تقليد لرسمة نشرت سابقاً في الانترنت ولكننا لا نعلم مصدرها.
      شكراً للتوضيح. وسوف نشير إلى أن أصل الرسمة هو كتابكم، فنحن باحثون ملتزمون بأصول البحث العلمي ونبحث عن الموضوعية والمنهجية السليمة.
      حبذا لو تشاركونا ببعض اللمحات والمقالات لنشرها وتعميم الفائدة.
      لا تنسونا من صالح دعواتكم المباركة.

أضف تعليق