تأصيل علم التعمية عند المسلمين

1

لا يمكن عرض الاختراعات العسكرية الاسلامية دون المرور على أبرز وأروع التقنيات الفنية العسكرية التي تحفظ اسرار الحروب والدول، واقصد بها علم التعمية والمعروف اليوم بالتشفير.
يعتبر علماء المسلمين مؤسسوا هذا العلم فهم أول من وضع أسسه العلمية والفنية بعد أن كان بدائياً عند الأقوام السابقة.
و يعتبر العلماء المسلمون والعرب أول من اكتشف طرق استخراج المعمَّى وكتبها وتدوينها. تقدمهم في علم الرياضيات أعطاهم الأدوات المساعدة الأزمة لتقدم علم التعمية، من أشهرهم يعقوب بن إسحاق الكندي (260هـ) صاحب كتاب “علم استخراج المعمَّى”‘ وهو أقدم وأول كتاب معروف عن علم التشفير أو التعمية. وفي كتابه يعرض الكندي للعديد من النظريات التي تشكل اساس علم التعمية اليوم مثل تواتر الحروف المسمى اليوم : Letter frequency.
وكذلك كتاب ابن وَحشِيَّة النبطي صاحب كتاب”شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام”، وهو المؤلف الذي كشف اللثام عن رموز الهيروغليفية قبل عشرة قرون من كشف شامبليون لها.
واشتهر أيضاً ابن دريهم (762هـ) الذي كان لا يشق له غبار في فك التشفير وابن دريهم كان تعطى له الرسالة معماة فما هي إلا أن يراها حتى يحولها حالاً إلى العربية ويقرئها وله قصيدة طويله يشرح فيها مختلف الطرق في تعمية النصوص وكان يحسن قراءة الهيرغليفية.
وهو صاحب كتاب “مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز” الذي يعتبر ثورة بكل ما للكلمة للمعنى في علم التعمية وطرائقه وقد طبع بدمشق في جزئين. وله أيضاً قصيدة في أصول علم التعمية تسمى قصيدة ابن دريهم لازالت في عالم المخطوط.

=========================
د. محمد حسان الطيان : ابن الدريهم وجهوده في علم التعمية (التشفير)، 1/6/2008 م – 27/5/1429 هـ، الألوكة.
http://www.security4arabs.com/2010/08/15/encryption-and-arabs/
الموسوعة العربية وغيرها من المصادر.

لأول مرة باللغة العربية : أقدم كتاب في علم الرمي بالنشاب

 

 

1
كتب طيبغا الأشرفي البقلاميشي اليوناني كتاباً بعنوان “غنية الطلاب في معرفة رامي النشّاب” في سنة 1368، و يعتبر بمثابة دليل عملي لأصول الرماية (المكتبة البريطانية مخطوط اضافي رقم 23489). ويشتهر الكتاب لدى المستشرقين باسم “دليل الرماية الاسلامية”.
وطيبغا هذا مجهول ولا يعرف عنه سوى ما ذكره في كتابه من أنه كتب في القرن الرابع عشر وأنه من المماليك. و طيبغا اسم تركي مما يدفع الباحثين للاعتقاد بأنه ذا اصول تركية كما أن نسبة اليوناني الموجودة في اسمه تفيد بأنه قد يكون من أصول يونانية. لكن الأكيد أن نشأته الأولى لم تكن في البلاد العربية نظراً لقلة معرفته باللغة حيث يعتذر في مقدمة كتابه عن سوء لغته العربية في الكتاب.
ويتألف الكتاب من نص شعري ألفه الكاتب ثم شرحه، حيث قسم الكتاب الى فصول تحتوي كل منها الأبيات الخاصة بالموضوع المطروح مع شرحها. والملفت أن المؤلف قد وضع معادلة راضية لحساب نسبة وزن الوتر تبعاً لنوع القوس. يقول :
يكون ثلث عشر عشر العشر من …… حَـيْـلِ قوس زين بالأوزان
ويَضع ” اليوناني ” مُدرب رَمي السِهام معياراَ لرمي السِهام يَبلغ ثلاثة سِهام خلال ثانية و نصف الثانية فقط كَمُعدل مَطلوب للتخرج من مدرسة الرَمي المملوكية بالقاهرة ، كما أنه يوضح لنا مفهوماَ مُذهلا لدِقة القَذف تَبلغ متراَ واحداَ عن الهَدف كبداية حَتى يَصل إلى خَمس و سبعين متراَ !!
ويرجح ان طيبغا قد كتب كتابه هذا بعد تقاعده من الجيش المملوكي وأنه قد اطلع على العديد من المؤلفات العسكرية الخاصة بعلم الرماية ومؤلفات التدريب العسكري. ويستند طيبغا في كتابه ليس فقط الى خبرته العسكرية والتدريبية ولكن أيضاً إلى أقوال ومذاهب أعلم الناس بفن الرماية ويعدهم ثلاثة حيث يناقش أقوالهم وآراءهم في كافة مواضيع كتابه ويلقبهم بالأساتذة.
وهم : أبو هشام الماوردي، وطاهر البلخي الطبري وإيشاق الراجقي. كما أشار في كتابه الى كتاب سابق لطاهر البلخي اسمه “الكتاب الواضح”.
وعلى هذا يكون كتاب طاهر البلخي أقدم كتاب قد تم ذكره حول الرماية بالنشاب بينما كتاب غنية الطلاب” لطيبغا الأشرفي يعتبر أقدم كتاب معروف قد كتب حول الموضوع وهو بحق أقدم دليل معروف لاستعمال النشاب.

وفي المقابل يعتبر أقدم كتاب حول الموضوع في الغرب من أعمال أحد الفرنسيين الذي عاش في نهاية القرن الخامس عشر وبداية السادس عشر واسم الكتاب فن الرماية L’art d’archerie وتم اصداره عام 1515 في باريس. وتم ايجاد الكتاب كاملاً في القرن التاسع عشر باسم كيفية الرماية بالقوس اليدوي وقد نشر عام 1901. والكتاب على قدمه لا يقدم معلومات نافعة وجيدة.

فقارن وتفكر !!

المصادر:
مقابلة مع مالكوم رايت، 2010 موقع ميراث المسلمين.
James Waterson – The Knights of Islam | The Wars of the Mamluks

الصورة من مخطوط تبصرة أرباب الألباب في النجاة في الحروب لمرتضى بن علي مرتضى الطوسي مكتوب تقريباً عام 1187 حول الاستراتيجية العسكرية ويحوي فصلاً حول الرماية بالنشاب. والمخطوط موجود بالمكتبة السليمانية، مجموعة أياصورفيا مخطوط رقم 2848.

المكتبة الأموية

فقاعة
يصف العلامة : ابن حزم ..ضخامة المكتبة الأموية، بحديثه الذي أجراه مع القائم بأعمالها في عهد الحكم المستنصر ويُدعى” تليد الفتى”
قال : “وأخبرني تليد الفتى – وكان على خزانة العلوم بقصر بني مروان بالأندلس:
أن عدد الفهارس التي كانت فيها تسمية الكتب أربع وأربعون فهرسة، في كل فهرسة خمسون ورقة، ليس فيها إلا ذكر أسماء الدواوين فقط”. أي أن عدد فهارس المكتبة الأموية كان 2200 ورقة فيها أسماء المؤلفات فقط .. وهذا دليل على ضخامة تلك المكتبة الملكية التي يمكن تقدير عدد الكتب بها بأكثر من 100 ألف كتاب.

التفاتة إلى تاريخنا العلمي

1

 


نصب الشَرك لاقتناص ما تشتد إليه الحاجة من علم الفلك – تأليف الشيخ عثمان بن أبي بكر العمودي – شرح وتحقيق أ.د. حسن محمد باصرة – دار الفتح للدراسات و النشر عمان الأردن.

مع صدور كتاب جديد من تاريخنا العلمي المجيد، عله يكون ومضة في ضمير الأمة لتعمل على اعادة ذلك المجد التليد. كيف؟ كل يعمل من مكانه على ذلك..

افتخر بتاريخك
واعمل على أن يكون غدك أفضل من يومك


مخطوطة مَحفوظة في مَكتبة الجامعة بإسطنبول، عن تشريح فرس مَسطوح على ظهره

1

 

 مِن كتاب الزردفة في مَعرفة الخيل وأجناسها وأمراضها وأدويتها لمؤلف مَجهول مِن العهد المملوكي 
وضعه في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي، وقد ظهرت هذه المخطوطة لأول مرة عام 1976م في دراسة علوم الإسلام للفيلسوف الإيراني وأستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة چورج واشنطن، الدكتور سيد حُسين نصر .

مَعلومة : هل تعلم أن أعظم وأكبر عمل في القرون الوسطى عَن الطب البيطري كان للكتاب الضخم كامل الصناعتين البيطرة والزردقة المعروف بالناصري، لأبي بكر ابن البَدر البيطار المِصري الشهير بابن المنذر، المتوفي سنة 741هـ / 1340 م، والذي كان يعمل سائِساً لخيول السُلطان الناصر مُحمد بن قلاوون ! ويتحدث الكتاب عن الفروسية والنظر في أحوال الخيل، والعناية بالحيوانات وتربيتها وتأديبها وتعليمها وأعمارها وأعلافها وكسوتها وعاداتها، ويحتوي كذلك قسماً يتحدث عن الطيور، كما ضم أيضاً قسماً كبيراً لبحث أمراض الحيوانات وطُرق معالجتها، والعقاقير المُستعملة لذلك .

——————————————

• John R. Hayes | The Genius of Arab Civilization – Source of Renaissance . P 263
عن صفحة أرض المماليك